مستقبل واعد بعد بكالوريا الآداب والعلوم الإنسانية: آفاق متنوعة وتخصصات متعددة
مستقبل واعد بعد بكالوريا الآداب والعلوم الإنسانية: آفاق متنوعة وتخصصات متعددة
يظنّ الكثير من التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية أن خياراتهم محدودة، وأنّ مستقبلهم الدراسي والمهني ضيّق، مقتصر فقط على بعض الكليات النظرية. هذه الفكرة الشائعة غالبًا ما تخلق نوعًا من الإحباط وتؤثر سلبًا على طموحات التلاميذ، بل تدفع بعضهم إلى التقليل من قيمة اختياراتهم أو حتى الشعور بالندم على المسار الذي سلكوه. لكن الحقيقة مغايرة تمامًا.
في الواقع، شعبة الآداب والعلوم الإنسانية ليست فقط بوابة نحو الكليات، بل تفتح أمام التلاميذ أبوابًا واسعة ومتنوعة من التكوينات والمهن التي تُمكنهم من بناء مسار مهني ناجح ومتميز، بشرط توفّر الإرادة، والعمل الجاد، والحصول على نتائج جيدة في الامتحان الوطني للبكالوريا.
في هذا المقال، سنكشف عن الفرص المتاحة لحاملي بكالوريا الآداب والعلوم الإنسانية، بما يشمل الكليات، المعاهد والمدارس العليا، مؤسسات التكوين العسكري وشبه العسكري، بالإضافة إلى معاهد التكوين المهني والتخصصات الطبية المتاحة. كل هذا من أجل أن يكون التلميذ على دراية شاملة بمستقبله التعليمي، وأن يتخذ قراراته بثقة وتبصر.
أولًا: الكليات المفتوحة أمام شعبة الآداب والعلوم الإنسانية
تشكل الكليات فضاءً مهمًا لاستكمال الدراسة العليا في مجالات متنوعة. ومن بين الكليات التي تستقبل طلبة شعبة الآداب والعلوم الإنسانية:
-
كليات الآداب والعلوم الإنسانية (FLSH)
تقدم مسارات متعددة مثل الدراسات الإسلامية، الجغرافيا، التاريخ، الفلسفة، علم الاجتماع، علم النفس، الأدب العربي، الأدب الفرنسي، وغيرها. -
كليات العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية (FSJES)
تتيح التكوين في ميادين الحقوق، العلوم السياسية، الاقتصاد، العلاقات الدولية، وغيرها. -
الكليات المتعددة التخصصات (FP)
منتشرة بعدة مدن مغربية، وتقدم برامج متنوعة تشمل الآداب، القانون، الاقتصاد، وتخصصات أخرى متعددة. -
كلية اللغة العربية بمراكش (FLA)
تهتم بتكوين متخصص في اللغة والأدب العربي. -
كلية أصول الدين بتطوان (FO)
تُعنى بالعلوم الشرعية والقرآنية والحديث الشريف والتفسير. -
كليات الشريعة (FCH)
موجودة في فاس، أكادير والسمارة، تقدم تكوينًا متخصصًا في الفقه الإسلامي ومقاصد الشريعة. -
معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية – الرباط
مؤسسة متخصصة في علوم القرآن والقراءات القرآنية. -
كلية علوم التربية بالرباط (FSE)
توفر مسارات للتكوين في علوم التربية، التحليل التربوي، وتكوين المعلمين والأساتذة. -
جامعة الأخوين بإفران
جامعة خاصة تعتمد نظامًا أمريكيًا في التدريس، وتقدم تخصصات متعددة في الآداب، العلاقات الدولية، التسيير، علوم الحاسوب، وغيرها.
ثانيًا: المدارس والمعاهد العليا بعد الباكالوريا
يفتح النجاح في البكالوريا بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية أبوابًا لولوج مجموعة من المعاهد والمدارس العليا، من أبرزها:
1. المدارس العليا للأساتذة (ENS)
موجودة في الرباط، الدار البيضاء، فاس، مراكش، مكناس، وتطوان، وتوفر تكوينًا في مهن التعليم.
2. المعهد العالي للإعلام والاتصال (ISIC) – الرباط
موجه للراغبين في ولوج مجال الإعلام والصحافة والعلاقات العامة.
3. المدرسة العليا للفنون الجميلة (ESBA)
تهتم بتكوين الفنانين في مجالات الرسم، النحت، التصميم، والديكور.
4. المعهد الوطني للفنون الجميلة (INBA) – تطوان
يعنى بالفنون التشكيلية والتصميم الجرافيكي.
5. المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC)
من أرقى المعاهد في التكوين المسرحي والتنشيط الثقافي.
6. المدرسة العليا للترجمة (ERFST) – طنجة
توفر تكوينًا عاليًا في الترجمة التحريرية والفورية.
7. المعهد العالي الدولي للسياحة (ISIT) – طنجة
يعنى بتكوين متخصص في التدبير السياحي وإدارة الفنادق.
8. المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما (ISMAC)
يُكوِّن تقنيين محترفين في مجال الإخراج، المونتاج، المؤثرات البصرية والصوتية.
9. Casa Moda Academy – الدار البيضاء
مدرسة عليا للإبداع والموضة، تركز على تصميم الأزياء والإنتاج.
10. المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP)
مؤسسة مخصصة لتكوين المتخصصين في علوم الآثار، الترميم، والبحث التاريخي.
11. المعهد الوطني للعمل الاجتماعي (INAS) – طنجة
يعني بتكوين المساعدين الاجتماعيين وتقنيي الدعم الاجتماعي.
ثالثًا: مؤسسات التكوين العسكري وشبه العسكري
من الخيارات الوازنة أمام حاملي بكالوريا الآداب والعلوم الإنسانية، مؤسسات التكوين العسكري وشبه العسكري، والتي تتطلب النجاح في مباريات انتقائية، ومن بين هذه المؤسسات:
-
الأكاديمية الملكية العسكرية (ARM) – مكناس
-
المعهد الملكي للشرطة (IRP) – القنيطرة
-
مدرسة الوقاية المدنية (EPC) – الرباط والدار البيضاء
-
مجموعة مدارس الدرك الملكي – مراكش والبيضاء
-
المدرسة الملكية للمشاة (ERI) – بن كرير
-
المدرسة الملكية في العتاد (ERM) – بن سليمان
-
المدرسة الملكية للخيالة – تمارة
-
مركز التكوين في التموين – سلا
-
المركز الرياضي العسكري – الرباط
-
مركز تكوين المظليين – القنيطرة
-
مركز تكوين أطر المصالح الاجتماعية – الرباط
هذه المؤسسات تفتح آفاقًا لمهن ذات طبيعة خاصة، تتطلب الانضباط والالتزام، وتوفر استقرارًا مهنيًا واجتماعيًا.
رابعًا: التكوين المهني... ميدان للتخصص والتطبيق
رغم أن الكثير من التلاميذ ينظرون إلى التكوين المهني نظرة دونية، فإنه في الحقيقة يعدّ من أفضل الخيارات المتاحة، خاصة لأولئك الذين يرغبون في اكتساب مهارات عملية والاندماج السريع في سوق الشغل.
تخصصات تقني متخصص:
-
التجارة والتسويق
-
تسيير المقاولات
-
الإدارة المكتبية
-
الديكور السينمائي
-
الملابس والتصنيع
-
إدارة النقل واللوجستيك
-
إدارة المطاعم والفنادق
-
المؤثرات السينمائية
-
تنشيط السياحة
-
إنتاج الأزياء
-
إدارة السكن السياحي
تخصصات تقني:
-
تقنيات البيع
-
المحاسبة
-
الحلاقة والتجميل
-
الخبازة والحلويات
-
الطبخ
-
خدمة الاستقبال
-
مراقب تعليم السياقة
معاهد متخصصة حسب المدن:
-
ISTA: معاهد التكنولوجيا التطبيقية
-
ISTAH: السياحة والفندقة (مراكش، أكادير، المحمدية)
-
ISMTL: النقل واللوجستيك
-
ISMC: مهن السينما بورزازات
خامسًا: التكوين في المجال الصحي والطبي
حاملو باكالوريا الآداب يمكنهم ولوج المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة (ISPITS) بعد اجتياز مباراة انتقائية. بعض التخصصات المتاحة:
-
ممرض متعدد التخصصات
-
القبالة
-
ممرض الأمراض النفسية
-
المسعف الاجتماعي
-
النفساني الحركي
-
مختص الحمية والتغذية
هذا التكوين يفتح الباب أمام مهن نبيلة، ذات طابع إنساني واجتماعي، وتضمن آفاق توظيف داخل المستشفيات العمومية أو المصحات الخاصة.
خلاصة وتوصيات
إن شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية ليست نهاية الطريق، بل هي مفتاح لبداية مسار دراسي ومهني غني ومتنوع. المهم هو أن يتسلّح التلميذ بالطموح، والبحث، والاستعداد للمباريات، وألا يستسلم للأفكار السلبية.
نوجه دعوة لكل التلاميذ إلى الاطلاع المسبق على التخصصات الممكنة، وفتح نقاش مع مستشاري التوجيه، وأخذ زمام المبادرة في اختيار مستقبلهم. فالمعارف النظرية التي اكتسبوها خلال السنوات الدراسية تشكل ركيزة قوية تمكنهم من التفوق في العديد من الميادين، سواء في التعليم، الإعلام، السياحة، الأمن، الفنون، أو المجال الاجتماعي.
الباكالوريا ليست نهاية الرحلة، بل بدايتها. اختر طريقك بثقة، فالمستقبل في انتظار من يصنعه.